إدريس جنداري ووفاء سلطان ...

شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2561 - 2009 / 2 / 18 - 04:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كتب الاستاذ إدريس جنداري مقالة بعنوان ( بعد الحلقة الاخيرة من سلسلتها : وفاء سلطان امرأة عابرة في كلام عابر .. ليس هكذا تورد الابل .. سيدتي) والمنشورة على موقع الحوار بتاريخ 12/2/2009 سوف نُحاول قراءتها معاً بما فيها من ردوده على التعليقات.
( لعل أهم ماأوصلنا اليه المنطق العلمي الحديث هو التعامل مع مجموع القضايا سواء أكانت سياسيةأو أجتماعية أو أقتصادية أو دينية تعاملاً منهجياً يستحضر المنطق العلمي الذي يُساعد الباحث على الخروج من ذاتيته والتعامل مع موضوع البحث تعاملاً يستند الى الموضوعية)..
أن من يؤمن بأي شيء لابد أن يبدأ بنفسه اولاً ولابد لافعال الانسان أن تنطلق من ذلك الايمان وبعكس ذلك فسوف يكون هناك تناقضاً بين الايمان والافعال..
من خلال ماورد أعلاه هل تعامل الاستاذ إدريس في ردوده على التعليقات ( تعاملاً منهجياً يستحضر المنطق العلمي الحديث ؟ وهل تعامل تعاملاً يستند الى الموضوعية؟
رد الاستاذ جنداري على صاحب التعليق رقم 1 شوقي بما يلي: ( ثقافتك البسيطة ورؤيتك الضيقة هي التي جعلتك تنخدع بخزعبلات وفاء سلطان) . ماذا نستنتج ؟
كتابات وفاء سلطان خُزعبلات والذين يقرأون لها ويُصوتون ثقافتهم بسيطة ورؤيتهم ضيقة ؟ أليس إطلاق التعميمات ظلم ؟ هل يحق للاستاذ جنداري ومن منطلق التعامل المنهجي أن يُعمم كلامه على قُراء ومُصوتي وفاء سلطان ؟
سيدي الفاضل أقول لك : نحن لانستطيع أن ننفك من عقدة ( من ليس معي فهو ضدي ) ودائماً مانتهم الاخرين بهذه المقولة ولكنها للاسف الشديد تنطبق علينا نحن بالضبط ولاتنطبق على غيرنا وأبسط دليل على ذلك هو رُدودك الانية على كل صاحب تعليق ..
صاحب التعليق رقم 3 مامون وجه اليك أسئلة لماذا لم ترد عليه ؟ هل اُسقط في يدك ؟ لماذا راوغت وذهبت بعيداً عن الاسئلو وأين أجوبتها ؟
هل يحق للاستاذ جنداري وهو صاحب ( الاختصاص العلمي ) أن يرد بالطريقة التالية عندما توجه اليه الاسئلة حول الموضوع : يمكن لتعليقك وحده أن يُبرهن على مستواك الفكري المنحط ... يتهم الكثيرون وفاء سلطان أنها مُتشنجة ومُتسرعة وصاحبة شتائم ولكن أليس الاستاذ جنداري كان مُتسرعاً ومُتشنجاً وصاحب شتائم ؟
لماذا لم تنتظر كافة الردود ثم تقوم بالرد عليها بالطريقة العلمية المنهجية التي تؤمن بها ؟ ماهي فائدة الكلمات التي أستخدمتها ( خُزعبلات .. رؤية ضيقة .. ثقافة بسيطة.. مستوى فكري منحط ) ؟؟ اذا تطابقت اراء المعلقين مع ماتشتهي فلا باس ؟ أما اذا اختلفت الاراء معك فالويل والثبور لاصحاب التعليقات ؟؟ هل تُريد جعل الناس أُمة واحدة ؟؟ هل هذه هي الطريقة العلمية المنهجية التي تؤمن بها ؟؟هل أستطعت أن تُثبت للقراء أنك أستخدمت ماتؤمن به ؟ والغريب ياسيدي الفاضل أنك تحمل تناقضا غريباً جداً خصوصاً فيما قُلته بحق وفاء سلطان وكما يلي : ماهو الجديد الذي قدمته وفاء سلطان لقرائها في هذه السلسلة خارج الشتائم والسباب والاتهامات ..
وأنا أقول لك استاذي الفاضل : ماذا قدمت لاصحاب التعليقات ( خارج الشتائم والسباب والاتهامات) لم يتغير شيء ؟ كان المفروض وحتى تُثبت وجهة نظرك أن ترد باسلوب اخر حتى تصل فكرتك ....
لماذا لم ترد على صاحب التعليق رقم 6 الذي اتهم وفاء سلطان بانها انتهازية لمواقف كثيرة ووراءها من وراءها ؟؟ هل هذا الاسلوب هو الاسلوب الذي تؤمن به؟
الصاق التهم بدون ادلة علماً ان الاستاذ صلاح الدين محسن رد عليه وقال ( كن شجاعاً واكتب اسمك بالكامل )..
مأراد أن يقوله الاستاذ جنداري وأعاب فيه على وفاء سلطان جاء به هو بالكامل وكانما يمشي على خطاها ؟ فلنفترض ان وفاء تشتم ؟ فلماذا لايحق لها ويحق لك؟
رد الاستاذ جنداري على صاحب التعليق رقم 4 اسماعيل حمد الجبوري بمايلي: أنها مؤسسة الجهل التي تضم الكثير من أمثالك والواجب محاربتها كما يُحارب الارهاب الديني ... سوف أسالك بكل القيم التي تحملها والتي تؤمن بها : هل هذا هو التعامل العلمي المنهجي مع القراء؟؟ سيدي ؟ أن فاقد الشيء لايُعطيه .. أنت ناقضت نفسك بنفسك ؟ تُعيب عللى الاخرين أن مايكتبوه شتائم وأنت تشتم الاخرين ... ( غفور رحيم .. شديد العقاب )...
صاحب التعليق رقم 7 عبد العزيز قد أثلج صدرك مع العلم أنه يختلف معك فكرياً ... هل فعلاً كما قال صاحب التعليق أن 90% من رواد الموقع مُتطرفون ومؤدلجون وينصحك بعدم الكتابة على مثل هكذا مواقع ( وهذا تناقض من السيد صاحب التعليق فلماذا يدخل على الموقع ويقرأ) بالرغم من أنك تكتب على الموقع تقول له:
( من الواجب على النخب العربية المثقفة هو محاربة التطرف) .. ياسيدي موقع الحوار ليس متطرفاً وليس غالبية رواده من المتطرفين بدليل أن الموقع ينشر لك ولغيرك ومن أقصى اليمين الى أقصى اليسار .. لماذا هذه المعايير المزدوجة ؟ ولماذا الكيل بمكيالين ؟
تقول لصاحب التعليق رقم 7 : لذلك لانلوم قطيعاً ظل يحلم لوقت طويل براع.. اذا كان هناك قطيع كما تقول فليس وفاء سلطان هي السيبب .. أرجو أن تنظر الى الامور من وجهتها الصحيحة وتكتشف من هو المسؤول عن جعلنا قطيع نحن العرب والمسلمين ...
تقول : نعدهم أننا بالمرصاد لكل مايهدد ثقافة التمدن ؟ لمن سوف تقف بالمرصاد ؟ لقد أخذتك العزة بالاثم وذهبت بعيداً في افكارك وطغت عليك نرجسيتك .. وسوف أقول لك ( ليس هكذا تورد الابل .. سيدي ) وسوف أتمثل بقول الشاعر : لاتنهى عن خُلقٍ وتأتي مثله عارٌ عليك اذا فعلت عظيم .. أو كما يقول المثل الدارج : من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة ...
ثم يطل العلماني صائب خليل تعليق رقم 9 الذي يقول : أما سلطان .. فشيء .. منخفض في كل القيم الانسانية .. ونحن بصراحة لاندري من هو المرتفع في كل القيم الانسانية ؟؟ هل همْ الذين يسيرون على خُطاك وتتطابق افكارهم مع افكارك ؟ هل لابد أن تكون العلمانية مُطابقة لقياساتك ولما تقوله أنت ؟؟
يستمر الاستاذ صائب : وهاك أنت ترى كم تجمع من ........ ليقرصك بمجرد ذكرها ....
( ........) هذه النقاط لماذا تغافلت عنها ؟ لماذا لم تكتبها ( اغبياء . مجانين .. سفهاء .. مرضى ..مخابرات اسرائيلية .. عملاء امريكان .. ضحالة فكرية )..
كان عليك أن تختار كلمة ملائمة لهولاء الذين تنتقدهم من بُرجك العاجي أتباع وخدم وفاء سلطان ...
( .....) هذه النقاط التي وجهتها للاخرين هي التي سوف يكون لها شان ولكن ليس من وجهة نظرك التي تؤمن بها ولااعتقد ان وجهة نظرك هي الحقيقة المطلقة التي لايحق لاحد ان يناقشها والا سوف تسجد الناس لك ...
يستمر الاستاذ صائب : انه لايقرأ لهذا الفولتير .. أتدرون لماذا ؟ لانه يخاف على نفسه من الضحك ويُفوت على نفسه هذه المتعة المضحكة ...
وأنا اقول لك استاذي الفاضل ارجوك لاتفوت على نفسك الكثير من الضحك لان في الضحك فوائد كثيرة منها ذهاب تجاعيد الوجه ومن المحتمل أن يزيل الضحك الكثير من الاوهام التي في العقول ...
يقول الاستاذ جنداري : كمتخصصين في مجال العلوم الانسانية ( التي عمتها الفوضى ) والذي يفرض علينا تخصصنا ان نحلل جميع القضايا باعتماد المنهجية العلمية الصارمة ...
انا اسالك ؟ اين ماتقوله ؟؟ واين نجده ؟ هل تسمح ان تذكر لنا ذلك ؟؟هل مقالتك والردود على اصحاب التعليقات منهجية علمية ضمن اختصاصك ؟؟
لايستطيع احداً أن ينكر جهود الجابري والعروي واركون وحنفي والطيب ومروة وجعيط ابداً ولكن بالمقابل ليس هناك أي باس على اي احد ان يتخذ طريقاً اخراً تراه انت سخافات وعديم الفائدة ...
يقول جنداري : ماهو حظ هذه المرأة من التكوين العلمي في مجال العلوم الانسانية ؟؟ وماذا حققت من سلسلتها؟ وهل ترتقي الى مصاف الكتاب والمفكرين ؟ أما وصولها الى درجة عالية من التضخم والنرجسية كظاهرة مرضية وانها احدثت ضجيجاً في مختلف المنابر الاعلامية بحيث تحولت الى ظاهرة وهذا الضجيج الذي لايقوم على ابسط قواعد البحث العلمي ..
اقول لك ان وفاء سلطان تكتب على امل ان ثقبا في الجدار يحدث وتسير هذه الامة نحو الطريق الصحيح كما تسير الامم الاخرى وتتامل ان يكون هذا التغيير لصالح الاجيال القادمة وقد يخالف هذا الامر افكارك .. ان وفاء سلطان تعتبر الانترنيت نعمة العصر والذي من خلاله تستطيع ان تخاطب الملايين بدلا من طبع كتاب ثم القيام بتوزيعه .. واين يتم التوزيع ؟ في اي بلد عربي او اسلامي ؟ هل تستطيع ان تقول لي وانا اعدك بدلا من وفاء سلطان فانها سوف لن تنشر سلسلات الكترونية .
اما اذا اكتشفت وفاء نفسها انها مريضة فسوف تتعالج في ارقى المستشفيات الامريكية المتخصصة في الامراض النفسية ويتم شفاءها؟؟ ياسيدي انا ايضا مثلك ليس من طبعي ان اتحدث عن الاشخاص ولكن سوف اصيغ العبارة بشكل اخر واقول لك : انا لاانظر الى من قال ولكن انظر ماذا قال ... نحن نريد ان ننظر ماذا قالت وفاء وهذا هو بيت القصيد .. أما أن تقول لي وللقراء ان مجموع ماكتبته وفاء هو خزعبلات فهذا شيء لايصدق..
أن مسالة توفر شروط معينة في الشخص حتى يكتب فالاف يعتقدون ان وفاء تملك هذه الشروط اما مسالة حصرها في نوع معين من الناس فهذه العملية تشبه عملية الفقهاء الذين وضعوا شروطا معينة للكتابة وبعكسه فان كل جديد يُعاب عليه ولايحق له ان يُبدي رأيه خاصة اذا ماخالفهم في الراي ومن جراء ذلك وصلنا الى ماوصلنا اليه.. أن الاشتغال بمهنة الطب لايمنع ان يكون الطبيب كاتبا او شاعرا او رساما ولذلك يحق لوفاء التفكير في التراث العربي والاسلامي وان تكتب حوله والايام بيننا..
سوف أقول كلمة أخيرة وهي عبارة عن مثال لاحد الكتاب وأعتقد أن المثال في صلب الموضوع :
لماذا اذا جاهر شخص بشكوكه ورؤيته للاسلام او الفكر الاسلامي يكون عمله احتقاراً للدين وسخرية من احكامه واستفزازاً للمسلمين في حين يُبارك ذات العمل ويحظى بكل احترام عندما ينصب على ديانة غير اسلامية ؟
لماذا يكون نقد محمد ديدات مثلاً للمسيحية جهاداً محموداً وعملاً علمياً يحظى بكل احترام وتبجيل في حين أن نقد أي مسيحي او لاديني للاسلام ( صليبية حاقدة وسخافات جهلة) رغم انه لافرق من حيث المضمون بين الاثنين . لماذا يحق للقرأن أن ينتقد المسيحية واليهودية ويحرم أتباع هذه الديانات من ممارسة ذات الحق ؟ باختصار حرية الرأي والتعبير لاتقبل التجزئة أو المساومة أو المعايير المزدوجة إما حرية أو لاحرية ولاتوجد في الحرية حلول وسط ..
فهل سوف يقبل الاستاذ إدريس جنداري ومؤيديه وانصاره بهذا المنطق ؟؟ أم سوف يبقون ينظرون للامور من زاوية واحدة ...
هل سوف نُشاهد مستقبلاً مقالات بهذه الحرية أم سوف ينطبق علينا قول ابي العلاء : سمعت لو ناديت حياً ولمن لاحياة لمن تنادي ...

#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات